أخبار عاجلةالأدب و الأدباءالثقافةالصحة النفسيةحصرى لــ"العالم الحر"عالم الفن

شيخ القراء الأديب والناقد المستشار أشرف إسماعيل في قراءة جديدة لصباح يتنظر الفرح

احجز مساحتك الاعلانية

كعادتى ماإمتدت يدى لعمل أدبى وبدأت قراءته لايمنعنى عن تكملته حتى الجوع اللهم إلا إذا كان على غير إستحقاق .. لكنه أحمد فتحى رزق كعادته كروائى يتحفنا بالجديد والأروع دائماً وقد باتوا من النُدرة بمكان ..

بدأت قراءة (صباح ينتظر الفرج ) وقد مثل السرد فيها سرعة النقلات بين المشاهد حتى لايدعك يصيبك الملل قط وبرغم زخم المشاهد حتى يمكنك أن تصف الرواية بوعاء قصصى كبير شهى المذاق لايُشعرك سرعة نقلاته ترك للخط الروائى وكأنه يحاول التخفيف من كثافة الفكرة بإراحة القارىء ليستعيده بقوة للخط الاصلى ليجد نفسه بالنهاية أن كل المشاهد يخدم بعضها بعضاً فى عملٍ روائى أقل مايوصف به أنه عملاً عظيماً بإستحقاق الكلمة يترجم واقعاً وبإبداع منقطع النظير ..

لاشك الروائى الأديب حقاً إستطاع وعبقرية أن يمنح القارىء ومن خلال تجواله فى تلك الرواية العظيمة أن يقرأه كصاحب فكرة وككاتب وطنى بالأساس .. وبالتالى لسنا أمام حكى بالمعنى الدارج بل قراءة فكرية لواقع معاش للعشرية الاخيرة وفى صورة رواية عظيمة البنيان حقيقةً .. نادراً ماتجد الروائى المفكر لكنك ستجده أقسم لك متى قرأت تلك الرواية (صباح ينتظر الفرج ) .. الرواية متعددة المحاور ذات كثافة تغوص فى عمق ظواهر إجتماعية قذفت أمواجها العاتية فى وجوهنا نماذج دشنها الواقع أسوة لشبابنا تتلقى الترحاب بالإستضافة الإعلامية تفتقد القيمة لكنها بالنهاية رسَّخت لليأس الذى هو حاصل طرح المنطق من الواقع فقضية التأهيل العلمى ماباتت ذات أولوية فى تحقيق الشهرة والنجاح والثراء والنجومية والأضواء .. باتت سبل الممنوعات القانونية هى معين الثراء الأول والناس لها النتائج لايعنيها المقدمات .. بات الإعلام يعج بأولوية الإستحقاق للعلاقات حتى ولو كان الثمن أعز ماتمتلك المرأة ويمتلكه الرجل .. ضريبة الجمال التى تدفعها المرأة غالباً وإن كانت مطروقة كثيراً إلا أنها فى تلك الرواية ذات منظور مختلف إذا غربلت الجانب القيمى فى المجتمع وكيف أصبح ؟ .. حتى وجدنا أنه بات من الندرة بمكان أصحاب الشرف وصون العهد حتى حين وجدناهم وجدناهم فى عمق الطبيعة لم تلوثهم أدوات العصر وإن كان هذا لم يمنع فى زمن الإبتلاءات شديدة التعقيد وقوع الخطأ المودى بالحياة .. لاشك المجتمع بات لايحفل إلا بالنتائج لايعنيه المقدمات وكيف تقدمت لايهم إنبنت النجومية والشهرة على تجارة الآثار أو المخدرات أو الإتجار بالسلاح كل هذا لايهم المهم بالنهاية النجاح لنجد بالنهاية من يراقب كل تلك المحاور عن كثب هو المفترض حمايته للجانب القيمى بالأساس ويتم التكريم على أعلى المستويات قيمة .. فى تقديرى كل من يقرأ تلك الرواية وأراد أن يدون إنطباعه كقارىء سيكتب بمنظور مختلف عن غيره تتعدد الرؤى والتناولات لها وليس هذا إلا لكونها رواية غزيرة الفكرة متعددة المحاور تتمتع بالحركة لاتجد فيها حرفاً ساكناً قط بل كل الأحرف والكلمات تجدها تتمتع بالحياة كأنك تشاهد فيلماً سينمائياً أو عملا درامياً وبفعل عبقرية الإحترافية الأدبية والفكرية ..

كثير الروائيين حاولوا توثيق الواقع المعاش عن فترة زمنية محددة لكنها بواعث الخوف من المباشرة جعلهم يوغلون فى الترميز بما منع عنهم وصف المفكر الأديب .. فى تلك الرواية تجد الجرأة بالمقاربة حالت دون بقاء الترميز بماإستحق معه الروائى أن يوصف بالمفكر الأديب فى تقديرى .

عن نفسى مقل فى قراءة الأعمال الروائية من بعد محفوظ وحقى كونى لايستميلنى الحكى فقط فأبدد فيه وقتى إنما العمل الروائى المفعم بالأفكار ولروائى مفكر حقيقةً لاشك يفرض نفسه لايمكنك أن تتركه وحتى تنتهى من قراءته .. تحيتى لهذا العمل الروائى العظيم حقاً لروائى أديب ومفكر حقاً ..

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى